22 Mar
22Mar

قالوا عن فرق العمل والقيادة :

– ” الكثير منا أكثر قدرة من بعضنا … ولكن ليس منا من هو أكثر قدرة منا جميعا !!!! ” –
توم ولسون
– ” هناك من هو أذكى وأبرع من أي شخص فينا وهذا هو نحن جميعا .”مايكل نولان
– ” ليس بيننا فرد واحد يبلغ ذكاؤه درجة أعلى منا مجتمعين .”كين بلاتشارد
– ” يتساءل الناس عن الفرق بين القائد والرئيس ؛ القائد يقود ، بينما الرئيس يسوق “. تيودور روزفلت
– ” الاختيار النهائي للقائد هو أن يترك رجالا آخرين لديهم الاقتناع والإرادة لمواصلة المسيرة “.والتر ليبمان


مقدمة :
يقول الله تعالى : ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” المائدة 12
وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يد الله مع الجماعة” رواه البخاري
وفي المثل العربي ” يد واحدة لا تصفق ”
وهذا وإن كان ينطبق على جميع المجالات فإنه يصبح ضرورة في العمل المؤسسي الذي يتضمن أقساما مختلفة وأفرادا عدة .
ويسود الاعتقاد اليوم أن الأعمال الفردية لا يمكن أن يكون لها تأثير كبير إلا إذا تبنتها أعمال جماعية ، فقد ولَّى العصر الذي يحرك به الشاعر الواحد جيوشا ويقطع رؤوسا وجاء عصر المؤسسات والفرق والمجموعات المنظمة التي تتحرك لتحقيق هدفا مشتركا كبيرا .
ومن هنا سعت المنظمات في السنوات الأخيرة الى بناء فرق عمل مكّونة من العملاء، والموردين والعاملين بالمنظمة إنطلاقاً من مبادئ ومفاهيم إدارة الجودة الشاملة حتى يتسنى لها التأكد من النجاح والتقدم .
ومن خلال عمل الباحث كعضو في لجان الاعتماد الأكاديمي كان يقف دائما على أسباب نجاح المؤسسات أو إخفاقها ، وفي كل حالات النجاح كان السر الأوحد هو العمل بروح الفريق .
ويؤمن الباحث أن العمل ضمن فريق جماعي سر من أسرار النجاح وإيمانه بهذا ينبثق من تجاربه الشخصية التي عاشها كرب لأسرة يديرها وعاشها كقائد لمؤسسة تعليمية يديرها .


مفهوم فرق العمل :
تتنوع تعريفات الباحثين لمفهوم فرق العمل ، ومن هذة التعريفات
– البعض يعرف الفريق على أنه ” مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم ، وأفراد الفريق يجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد ، بالإضافة الى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم “.
وفرق العمل هي “جماعات يتم إنشاؤها داخل الهيكل التنظيمي لتحقيق هدف أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق ، ويعتبر أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق هذة الأهداف ، كما أن هناك قدركبير من التمكين للفريق في إتخاذ القرارت ”
– مجموعة من الناس مرتبطة بتحقيق هدف معين ، تتكامل جهودهم وخبراتهم ، ويعملون سويًا بحيث يكون مجموع أدائهم المشترك أكبر من مجموع جهودهم الفردية في سبيل تحقيق النتيجة المنشودة.


العمل الجماعي مطلب إسلامي
لا نبالغ إذ قلنا ان العمل الجماعي من أسس العمل في الإسلام ويشهد لذلك قول الله تعالى : ” واعتصموا بحيل جميعا ولا تفرقوا ” قول الرسول : ” من أراد أن يسكن في بحبوحة الجنة فليزم الجماعة ” كنز العمال وقوله : ” يد الله مع الجماعة ” وقول عمر بن الخطاب مبرزا أهمية الجماعة في الإسلام وحتمية القيادة : ” لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بطاعة ” .
والعمل الجماعي مبدأ إداري
من مهام الإداري الناجح ان يشكل فريق عمل مناسب لأنه من عوامل نجاح المؤسسة ، ويوزع الأدوار على حسب مايراه مناسبا في مكانه المناسب .
والعمل الجماعي توجه حضاري
ونظرة سريعة على مظاهر الحضارة في عالمنا المعاصر تبرز بوضوح حتمية العمل الجماعي وأمثلة ذلك ظهور الروابط والمنتديات والتكتلات الاقتصادية والهيئات العالمية والمنتديات الاجتماعية .وغيرها ……
ويرى الباحث أن أي حضارة لا تقوم إلا على العمل الجماعي والإسلام أكبر شاهد على ذلك كمظهر حضاري راقي .
والعمل الجماعي حقيقة كونية
إنها سنة ربانية ان يكون العمل الجماعي هو الأصل في الحياة ، انظر حولك فلن تجد أبدا من يعمل وحده
النمل تبني قراها في تماسكها والنحل يجني رحيق الشهد اعوانا
الإنسان ، والحيوان ، والطيور ، كلها تعمل بشكل جماعي بديع .

– أهداف بناء فرق العمل:
أهداف بناء فرق العمل تتمثل في الآتي:
1- بناء روح الثقة والتعاون بين الأفراد.
2- تنمية مهارات الأفراد، وزيادة مداركهم.
3- تنمية مهارات المديرين في تحسين العلاقات داخل المنظمة بين الرؤساء والمرؤوسين.
4- تنمية مهارات حل الصراعات والمنازعات بين الأفراد والمجموعات.
5- توفير الاتصال المفتوح بين أجزاء المنظمة وبما يؤدي إلى مزيد من الشفافية والوضوح في مواجهة القضايا والمشكلات.
6- إعطاء مزيد من الوقت للمدراء للتركيز على فعالية المنظمة في مجالات التخطيط ووضع الأهداف.
7- زيادة تدفق المعلومات بين أجزاء المنظمة.
8- الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة وبما يحقق كفاءة الأداء.
9- تهيئة البيئة المناسبة لتحسين الخدمات والمنتجات التي تقدمها المنظمة.
ويرى الباحث من خلال خبراته الميدانية والإدارية أن ظروف بعض المؤسسات تتطلب بشكل ضروري أن يتم الأداء بفاعلية وكفاءة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال فريق عمل متكامل بأهداف مشتركة .

 فوائد إدارة وبناء فرق العمل:
يؤدي العمل بأسلوب الفريق تحقيق التعاون بين أعضاء المجموعة وهذه هي الفائدة الأساسية، حيث يرغب الأعضاء في العمل معاً، ومساندة بعضهم البعض لأنهم يتوحدون في فريق ويريدون له النجاح مما يقلل من المنافسة الفردية. كما يتيح أسلوب إدارة وبناء فرق العمل بفعالية فرص تبادل المعلومات المطلوبة بحرية وبطريقة انسيابية حيث تتدفق المعلومات بسهولة من أسفل إلى أعلى (من الأعضاء إلى الإدارة)، ومن أعلى إلى أسفل (من الإدارة إلى الأعضاء)، لأن الأفراد يدركون عند العمل بفرق فعّالة أهمية تبادل المعلومات المطلوبة والمشاركة بفعالية في تحقيق أهداف الفريق والمنظمة.

ومن الفوائد أيضاً أن القرارات يتم اتخاذها في أن واحد، بدلاً من الطرق التقليدية في الإدارة والمتمثلة باتخاذ القرارات بالتتابع، وفي ذلك تأثير كبير على تحقيق السرعة في الإنجاز والاستغلال الأمثل لعنصر الوقت كأحد أهم عناصر العملية الإنتاجية والخدمية، ويولد اتخاذ القرارات بهذه الصفة الشعور العالي بالالتزام بهذه القرارات نظراً لمشاركة الأعضاء في اتخاذها.
كما أن هناك مجموعة من الفوائد التي تترتب على الأخذ بمنهجية فرق العمل منها:
– خلق بيئة عالية التحفيز، ومناخ مناسب للعمل يقلل من شعور العاملين بالوحدة ويزيد من إحساسهم بالهوية المشتركة.
– إشعار العاملين بالفخر بأدائهم الجماعي لتقليل حالات الغياب والإهمال والكسل.
– الحد من الصراعات.
– الإحساس المشترك بالمسؤولية تجاه المهام المطلوب إنجازها، مما يؤدي إلى التركيز على الأهداف.
– تشجيع المبادرات، وتقديم الاقتراحات، مما يؤدي إلى تحفيز القدرات الإبداعية والمواهب الذاتية لدى الأفراد.
– استجابة أسرع للمتغيرات البيئة.
– تقليل الاعتماد على الوصف الوظيفي.
– التفويض الفعال من قبل المدراء.
– توقع المشكلات قبل حدوثها، وتقديم حلول لها.
– زيادة فعالية الاتصالات بين الأعضاء ومما يؤدي إلى تحسين وتنمية مهارات الاتصال لدى الأفراد.
وفي دراسة لعدد من المنظمات الامريكية للتعرف على مدى تأثير فريق العمل على الأفراد والإدارة والمنظمة ككل، توصلت الدراسة إلى شعور الأطراف الثلاثة بتطورات وتحسينات كان من أهمها:
– 76% يرون أن فريق العمل أدى إلى تحسين معنويات أفراد الفريق.
– 62% شعروا بأن فريق العمل أدى إلى رفع وتحسين معنويات الإدارة العليا.
– 90% ذكر بأن فريق العمل أدى إلى تحسين الجودة للسلع والخدمات.
– 80% أجاب بأن فريق العمل ساهم بشكل بارز وفعال في زيادة الأرباح.
– 81% أجاب بأن فريق العمل أدى إلى تحسين واضح في الإنتاجية.
وفي دراسة هدفت إلى التعرف على مفهوم بناء فريق العمل وجوانبه ونتائجه في إحدى الشركات الامريكية خلال الفترة الزمنية (1985م ـ 1990م)، أشارت النتائج إلى أن (80%) من القرارات اليومية كانت تتخذ من قبل الفريق، وازدادت مشاركة الأفراد خلال الخمس سنوات بنسبة (600%) عن السنوات السابقة، وأن (37%) من وقت الفريق كان لدراسة النشاطات والأعمال ذات العلاقة بالجودة، وكان (12%) من المشاريع الإبداعية والجديدة مقدمة من قبل أفراد الفريق، وأن الغياب انخفض من (1.4%) إلى (0.7%) خلال الفترة، كما انخفضت نسبة ترك العمل من (7%) إلى أقل من (3%) خلال نفس الفترة..

– سمات فريق العمل الفعال :


تتميز فرق العمل الفعّالة بالعديد من الصفات التي تميزها عن غيرها من فرق العمل الغير فعاله، وذكر البعض أنه يمكننا القول بفعالية الفريق إذا تميز بما يلي:
1- أهداف واضحة ومحددة، وتفهم تام من الأعضاء لأدوارهم ومتقبلون لها.
2- اتصال واعي بين كل الأعضاء، يشجع على المناقشة الصريحة، والتعبير الصريح عن الآراء والأفكار.
3- معرفة جلية بجوانب القوة والضعف لدى الفريق، وإدراك تام للفرص والتهديدات البيئية الخارجية.
4- توفر نظام تحفيز على أساس جماعي وليس فردي.
5- التحضير في التعامل مع الخلافات وتسويتها عن طريق التعاون.
6- مناخ عمل مريح وغير رسمي، وبعيد عن التوتر والعداء والرسميات، يتيح للأفراد الاستمتاع بالزمالة والمرافقة.
7- المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات وتكون بالإجماع وليس بالأغلبية.
8- ممارسة الرقابة الذاتية. 

9- بناء فرق العمل وإدارتها

منهجية بناء الفريق :
المنهجية الصحيحة لبناء فريق العمل على النحو التالي:
1- تحديد الحاجة للفريق.
2- تعيين قائد للفريق.
3- توضيح المهمة، والتوقعات.
4- تشكيل الفريق.
5- المشاركة في صياغة الرؤية والأهداف.
6- تصميم خطوات العمل ووضع معايير الأداء.
7- توزيع المهام وتحديد الأدوار.
8- المحافظة على الأداء الفعّال.
9- الإنهاء والاحتفال.

– مقومات بناء الفريق :
هناك ثلاثة عناصر تؤثر علي بناء الفريق و تحدد درجة فاعليته: العنصر الفني، العنصر الإنساني و العنصر البيئي.
العنصر الفني: ويقصد به نوع المهمة المطلوب إنجازها، مدي صعوبتها، المعلومات المتاحة، الأساليب المختلفة لتحقيقها، والأدوات والأجهزة اللازمة لإنجازها.
العنصر الإنساني: وهو يتمثل في القائد و أعضاء الفريق.
ويرى الباحث أن القائد هو همزة الوصل بين المؤسسة وأعضاء الفريق كما وضحنا سابقا
أما أعضاء الفريق ويرى الدكتور الفقي أن أي فريق فعال يجب أن يتضمن العناصر التالية وهي :
– الشخص العملي المنفذ .
– الشخص الكمبيوتري .
– الشخصية الإدارية .
– الشخص ذو الكاريزما.
– المبدع الخيالي .
العنصر البيئي:
وهو يتمثل في البيئة التنظيمية و البيئة الاجتماعية.
الببيئة التنظيمية : – المنظمة التي ينتمي إليها الأفراد: أهدافها، رسالتها خططها، ومواردها. -تركيب الإدارة العليا، وفلسفتها، و سياساتها. – نظم الحوافز و تقييم الأداء، والتدريب، و فرص النمو. و البيئة الاجتماعية: المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية لبيئة المنظمة و الفريق.
يلاحظ أن البيئة الاجتماعية تكون أكبر تأثيرا علي الفريق، لأن عادات المجتمع و أعرافه تتغلغل في اتجاهات و سلوكيات الأفراد


مراحل بناء الفريق :
من خلال القراءات والتجارب تتباين توصيفات الباحثين لمراحل بناء الفريق وهي كالتالي :
1 – مرحلة التشكيل ويسميها البعض مرحلة التكوين :

 وهذه هي أولى خطوات التحول من الفردية إلى الجماعية ،ويتم في هذه المرحلة اختيار الأعضاء وتعارفهم وتحديد الأهداف وتوزيع الأدوار والإجراءات .
2 – مرحلة النزاع ويسمها البعض الصراع :
وهي في نظر الباحث من أصعب المراحل لأنها تتضمن محاولة فرض أعراف معينة للفريق وطريقة عمله ووفيها يحاول أعضاء الفريق إثبات أنفسهم أو فرض أساليبهم وتتميز بالاختلاف والصراع والتنافس والجدل فيما بينهم لمصلحة العمل .
3 – مرحلة الاستقرار ويسميها البعض مرحلة المعايير :
وهي تتضمن استقرار قواعد وأعراف العمل داخل الفريق بحيث يصبح كل عضو محددا دوره ومستعدا للقيام به وهي مرحلة تماسك الفريق وتتميز بالتفكير الجماعي .

4 – مرحلة الأداء :
وهي مرحلة الأداء وتبدأ أدوارهم في الظهور ومسؤولياتهم ويرتفع أداء الفريق لتحقيق الأهداف النهائية وتبين الجودة في أداء مهامهم وتبين إنتاجهم المثمر .
5 – مرحلة التفكيك ويسميها البعض مرحلة الإنهاء :
وهذه المرحلة كما يضهر من اسمها تقتصر على الفرق المرتبطة بهدف معين لفترة زمنية محددة .
أما الفرق التي تكون طبيعة عملها مستمرة فهي فرق دائمة نسبيا ، ويقتصر التغيير فيها على دخول عضو أو انسحاب عضو .
ملاحظات :
– ليس هناك وقت محدد لكل مرحلة .
– كل مرحلة لها صعوبات ومشكلات تختلف عن المرحلة الأخرى .
– كل فريق له أسلوبة الخاص في اختيار كل مرحلة فقد تسرع أو تبطئ ، تستمر أو تعود للخلف


فيديوهات :


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة